دخول نظام الزنكي

اسم المستخدم
كلمة المرور

طلب إشتراك | نسيان كلمة المرور

 

 
الإتصال بنا سجل الزوار ارشيف الأخبار ما كتب بالصحف سكن أجدادنا عن عائلة الزنكي الصفحة الرئيسية  
 
 

المرحوم سهيل حسن الزنكي

 
     
 

قبل أن أبدأ أنوه أنه سيتم إنشاء موقع خاص للمرحوم سهيل الزنكي قريبا وهذه الصفحة ماهي إلا بداية خطوة نحو الهدف المنشود إليه.

حيث أتت الفكرة حين فكرت كثيراً بالكتابه عن جدي المرحوم سهيل الزنكي ولكني متأكد بأني لن أوفيه حقه. فقررت أن أثابر بالوصول إلى بعض من أصحابه و أترك لهم المجال بالحديث عنه و الحمد لله وفقت بهذا الشيئ، و بداية الطريق كانت مع الدكتور الفاضل يعقوب يوسف الغنيم الذي تفضل مشكوراً بتزويدي قصة حياته مع المرحوم سهيل الزنكي. للعلم الدكتور كتبها بنفسه وسيتم إدراجها حرفيا دون أي تغيير.

 

وهذا نص القصة التي أطلق عليها الدكتور يعقوب الغنيم أسم "" الحنين "" :-

 

د. يعقوب يوسف الغنيم

 

المرحوم سهيل الزنكي

كان المرحوم سهيل حسن الزنكي من أقرب الناس إلى نفسي، و هو يستحق هذا الموقع فقد كان رجلاً كريم الأخلاق نبيل الصفات ، و كان محبوباً من كل من عرفه . لقد عاش هادئاً وادعاً ، و توفي مأسوفاً عليه من كل من اتصل به. و لقد كانت فجيعتي بوفاته كبيرة. و كانت بمقدار من احتفظ له من المحبة التي كان أهلاً لها. عرفت أبا علي منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي ، كان وقتها مسؤلاً عن فرع المكتبة العامة الأول الذي افتتح وقتذاك في المقر الذي نعرفه بأسم كشك الشيخ مبارك الصباح ، لأن الشيخ كان يجلس فيه يومياً للنظر في شؤون المواطنين.
دخلت إلى المكتبة أقدم رجلاً و أؤخر أخرى هيبة مني لهذا المكان الذي ألجُهُ لأول مرة في حياتي ، و كنت في السنة الأولى من المرحلة الثانوية ، و لم أتعود على مخالطة الناس ، و لكني ما إن صرت في داخل المكتبة حتى تلقاني أمينها المرحوم سهيل الزنكي بترحيب كبير و ابتسامة تدل على سعادته بقدومي باعتباري قارئاً جديداً يفد إلى مكتبته ، و جال معي على أرفف الكتب و أراني موضع كل قسم من أقسامها حتى يسهل عليّ فيما بعد أمر البحث عما أريد. و منذ ذلك اليوم صرت مثابراً على الذهاب إلى هذا المكان اللطيف المفيد ، و كان أبو علي على ما هو عليه من الترحيب و الاهتمام ، و لقد عرفت بحكم ترددي عليه انه يعامل جميع القادمين إلى مكتبته بالروح نفسها و الابتسامة ذاتها ، فقد كان يفرح بقدوم الواردين إليه ، و يدخل عليه السعادة أن يرى قارئاً جديداً مهتماً بالإطلاع أو بالبحث ، و لا يتردد في تقديم العون لكل قادم، و كان يعتبر نجاح المكتبة في اجتذاب أكبر عدد من القراء بمثابة نجاح شخصي له ، و هو بالفعل كذلك إذ إن هذا الفرع و هو الأول من فروع المكتبة العامة كان ناجحاً بمختلف المقاييس بفضل الجهود التي يبذلها أبو علي و بفضل التعامل الطيب الذي يبديه مع قرائه.
بعد زيارتي الاولى صارت هذه المكتبة بيتي الثاني ، و صرت أتردد عليها كثيراً . و وجدت فيها عدداً من الأخوة المهتمين يجلسون بجوار أمينها يتحدثون في موضوعات شتى منهم من كنت أعرفه و منهم من عرفته من خلال وجوده في المكتبة ، و مع مرور الأيام صرت واحداً من هؤلاء، فقبل أن أباشر بالبحث عن الكتاب الذي جئت لكي أطلع عليه، أجد نفسي منجذباً إلى هذا الجمع الكريم متحدثاً معهم، و مستمعاً إلى أحاديثهم.
مرت الأيام و علاقتي بالأخ سهيل الزنكي تزاد رسوخاً ، و مع بداية النصف الثاني من خمسينيات ذلك الوقت سافرتُ إلى القاهرة من أجل الدراسة و لكن علاقتي بالمكتبة لم تنقطع ، فقد كانت عنواني الذي ترد إليه رسائلي، و كانت مكاتبات أبي علي لا تنقطع عني ، و بالمثل فإن مكاتباتي إليّ متصلة طوال فترة وجودي هناك. و عندما أعود إلى الوطن خلال عطلات الصيف فإن مكاني المفضل هو مكتبة المعارف مع المجموعة الكريمة التي أشرت إليها و بحضور المرحوم سهيل حسن الزنكي ، و لعل من أهم ما أتذكره اليوم بهذا الخصوص أنني في يوم من أيام شهر يونيو السنة 1961م ، و كنت جالساً في المنزل انتظر ما تأتي به المقادير بالنسبة إلى نتيجة امتحان السنة النهائية بكلية دار العلوم ، و ذلك عدت سريعاً إلى الكويت فور انتهائي من تقديم الامتحان و قد حضر إلىّ أحد الأشخاص – في هذه الاثناء – قائلاً: كنت في مكتبة المعارف و سمعت أن برقية قد أتت بأسمك من القاهرة ، و أن الإخوان هناك قرؤوها ، و علموا منها بنجاحك ، و هي في الطريق إليك مع رسول منهم . و قد انتظرت دقائق قليلاً ،و لكنها كانت في ذلك اليوم تقدر بالساعات لبطئها . ثم جاءت البرقية المنتظرة ، و قد ملأ الجالسون في المكتبة غلافها بعبارات التهنئة ، مما أشعرني بمشاركتهم لي في هذه الفرحة. و لا أزال احتفظ بهذه البرقية و بغلافها لما لذلك من دلالة على المحبة التي كان أولئك الأصحاب يحيطونني بها، و عندما ينظر المرء الآن إلى تلك الأسماء يجد تهنئة الأخ سهيل الزنكي في أعلى الغلاف ، كما يجد تهنئة الشاعر المعروف راشد السيف ، و الأخ أحمد ياسين و الاخ العزيز عبدالله المفرج، و غيرهم من الذين كانوا في المكتبة آنذاك.
إنشغلت كثيراً بعد ذلك بالعمل ، صارت الحياة بالنسبة لي مختلفة بسبب المسؤوليات التي بدأت تتزايد ، و كان من جراء ذلك أن ضعفت علاقتي بالمكتبة فكنت أزورها في أوقات متباعدة ، و كان سهيل الزنكي كما هو في ابتسامته العذبة و طيبته التي لا حد لها ، و كرم أخلاقه الأصيل . و بعد وقت آخر تقاعد أبو علي و مكث في بيته يزور أصحابه و يقرأ و يتابع أمور الحياة براحة بال و طمأنينة إلى أن جاء الوقت الذي صار من الصعب عليّ و على غيري من الأخوه أن نلقاه فقد أحب الإنفراد ، وبذلك صار بعيداً عن العين و لكنه في القلب دائماً إلى أن توفي رحمه الله رحمة واسعة ، و أثابه أجزل الثواب.